الخميس، 12 يناير 2012

البرق والرعد والصواعق

البرق الرعد و الصواعق

البرق هو هذا الضوء المبهر الذي يظهر فجأة في قلب السماء في الأيام التي
تسوء فيها أحوال الجو, وهو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل
الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة وبذلك ينتج عن
التصادم شرارة قوية تصدر علي هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي في الأيام ذات
الطقس السيء.
كما أن هذا الضوء يعقبه صوت عالي قادم من السماء وهو ما يسمى
بالرعد


كيف تحدث الصواعق

ثبت علميا أن قطرات الماء تكتسب شحنات كهربية موجبة عند تجمدها علي هيئة
حبات البرد أو بلورات الثلج‏,‏ وكذلك عند انصهارها من كل من البرد والثلج إلي حالة
الماء السائل‏,‏ وعند تفتتها إلي قطيرات أدق أو تجمعها علي هيئة قطرات أكبر‏,‏ وعند
تبخيرها‏,‏ وعند تكثفها أي عند كل تغير من حالة إلي حالة أخري من الصلابة
والسيولة‏,‏ والحالة الغازية‏,‏ ويبقي الهواء المحيط بهذا الماء في أشكاله المختلفة
مكتسبا شحنات كهربية سالبة‏,‏ ولذلك فإن السحب تشحن بالكهرباء باحتكاكها بالهواء
المشحون بها‏,‏ وتتجمع الشحنات الموجبة علي أعلي السحابة وأسفلها حيث تتدني درجة
الحرارة إلي ما بين عشر درجات وأربعين درجة مئوية تحت الصفر‏,‏ بينما تتركز الشحنات
السالبة في وسط السحابة حيث تصل درجة الحرارة إلي الصفر المئوي‏.‏
وعندما يحدث التفريغ الكهربي بين منطقتين مختلفتي الشحنة في داخل
السحابة الواحدة‏,‏ أو بين سحابتين متجاورتين يصل الفرق في الجهد الكهربي بينهما
حدا معينا يحدث البرق علي هيئة شرارات كهربائية تنتشر في مساحة كبيرة من السماء
الدنيا‏,‏ وقد يحدث هذا التفريغ الكهربي بين السحابة والهواء المحيط بها‏,‏ وقد
يحدث بين السحب والأرض وما عليها من مبان عالية أو أشجار‏,‏ وتسمي هذه الظاهرة‏,‏
بالصاعقة لما تحدثه من دمار كبير‏,‏ ولمنع حدوث الآثار التدميرية للصواعق تثبت
قضبان معدنية في أعالي المنشآت‏,‏ وتوصل بالأرض عبر موصل جيد من الأسلاك المعدنية
يحمل الشحنة الكهربائية الناتجة عن حدوث البرق إلي الأرض مباشرة دون أن تصيب
المنشآت بأية اضرار‏,‏ وتعرف هذه الشبكة من القضبان المعدنية الموصلة بالأرض باسم
مانعات الصواعق‏.‏
وعندما تحدث ظاهرة البرق‏,‏ ويتم التفريغ الكهربي في الجو‏,‏ فإن ومضات
البرق المتقاربة يصل طول الواحدة منها إلي الميل وتتفاوت فترات ومضها بين‏0002,‏ ــ
ثانية وثانية واحدة‏,‏ ونتيجة لحدوث البرق يتمدد الهواء بصورة فجائية‏,‏ فيندفع
الهواء المجاور ليحل محله محدثا أصواتا شديدة هي الرعد الذي قد تستمر الموجة
الواحدة منه إلي عدة ثوان‏,‏ ويصاحب حدوث العواصف الرعدية عادة سقوط أمطار ذات
قطرات كبيرة‏,‏ وقد تصاحب بحبات البرد وبلورات الثلج التي قد تصل إلي الأرض
متجمدة‏,‏ وقد تنصهر إلي قطرات مائية كبيرة قبل وصولها إلي الأرض‏.‏
من هذا الاستعراض يتضح بجلاء أن المعصرات هي مجموعة من السحب الطباقية
والركامية التي تشحن شحنا كبيرا ببخار الماء وقطراته‏,‏ والتي تحدثها الأعاصير
المدارية التي تتكون فوق مساحات شاسعة من الماء في البحار والمحيطات أو الدوامات
الهوائية التي تتكون فوق اليابسة علي هيئة سحب طباقية أو تساق ببطء حتي تتآلف
وتتجمع‏,‏ ثم تركم إلي اعلي لتكون السحب الركامية التي ترتفع إلي ما يزيد علي‏15‏
كيلو مترا‏,‏ فتعين البرودة الشديدة علي تكون كل من البرد والثلج‏,‏ واللذان
يتحركان في داخل السحابة بفعل التيارات الهوائية صعودا وهبوطا‏,‏ وتجمدا
وانصهارا‏,‏ فيتولد كل من البرق والرعد اللذين يزيدان بدورهما من تحرك الكتل
الهوائية ويعينان علي مزيد من توفر بخار الماء وقطيراته‏,‏ والتي تجعل هذه السحب
الطباقية والركامية المشبعة بالماء‏(‏ المعصرات‏)‏ مهيأة لإسقاط المطر الغزيرة‏(‏
الثجاج‏)‏ والذي قد يستمر في السقوط إلي عدة ايام دون انقطاع‏.‏
فسبحان الذي أنزل من قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق‏:‏ وأنزلنا من المعصرات ماء
ثجاجا‏*.(‏النبأ‏14)‏
أشكال الصواعق وحجمها
إن قطر الصاعقة يتراوح ما بين 3 سم إلى 8 سم، أما أنواعها فأكثرها
حدوثاً هي صاعقة الشوكة وهي على شكل خط أو خطوط وهناك نوع من أنواع الصواعق لا شكل
له يحدث بين السحب وآخر على شكل شريط يدفع بفعل الريح. وأغرب أنواع الصواعق صاعقة
الكرة وهي على شكل كرة دائرية يمكن أن تدخل المنزل مع الباب الأمامي وتلاحق السكان
داخل المنزل حتى تخرج من الباب الخلفي أو النوافذ.
درجة حرارة الصواعق:
وبالنسبة لدرجة حرارة الصواعق، يمكن أن تصل درجة حرارة الصاعقة إلى أكثر
من 8000 درجة مئوية وتنخفض بسرعة كبيرة جداً إلى 1500 - 2000 درجة مئوية وتستمر مدة
جزء من ألف جزء من الثانية وربما أطول من ذلك في حالات نادرة.
وتصل قوة الصاعقة أحياناً إلى 30 مليون فولت وحوالي خمسين ألف
أمبير.
إصابتها للجسم:
أن الإصابة بالصواعق يمكن أن تحدث إما بالإصابة المباشرة أو انتشار
الصاعقة إلى الشخص بعد إصابتها لجسم آخر أو انتقالها إلى الشخص أثناء ملامسته لجسم
إصابته الصاعقة في نفس الوقت.
ويمكن أن تحدث الإصابة من الصاعقة بسبب اندفاع الجسم نتيجة للتشنج
المفاجئ للعضلات كما يمكن أن تنتقل الصاعقة من الأرض إلى الشخص أثناء وقوفه على
الأرض حيث تبحث الصاعقة أثناء مسارها عن مواد أقل مقاومة وجسم الإنسان يعتبر أقل
مقاومة وأسهل لمرور تيار الصاعقة فيه عند مرورها على الأرض فتنتقل الصاعقة إلى
الجسم عبر القدم القريبة لها وتنتشر في الجسم ثم تخرج من القدم الأخرى لتواصل سيرها
في الأرض.
انتقال الجسم:
إن تيار الصاعقة يدخل إلى الجسم من فتحات الجمجمة مثل العينين أو
الأذنين وينتقل التيار خلال الجلد والأعصاب والعروق وبسبب قوة تيار الصاعقة التي لا
يتحملها الجلد يتناثر تيار الصاعقة إلى خارج الجسم من خلال مكونات العرق من السوائل
والمعادن الموجودة على سطح الجسم وهذا يخفف من شدة الإصابة بالصاعقة وأضرارها.
وبسبب دخول تيار الصاعقة من فتحات الجمجمة فأكثر أجزاء الجسم تأثراً بها المخ وخاصة
البطين الرابع للمخ وذلك بسبب التوقف المفاجئ للقلب والتنفس.
كما تحدث أضرار شديدة للمخ تؤدي إلى حدوث تشنجات وارتجاج في المخ وفقدان
للذاكرة وربما حدوث العمى أو غيبوبة أو نزيف في المخ. كما أنه من الإصابات المباشرة
التي تحدث عقب الإصابة بالصواعق حدوث ثقب في طبلة الأذن وآلام في الصدر والعضلات
وهناك آثار متأخرة نتيجة للإصابة بالصواعق كحدوث ما يسمى بشلل الصاعقة وذلك في
الطرف السفلي من الجسم وقد يستمر هذا الشلل عدة ساعات مع احتمال حدوث تنميل ووخز في
الجلد لمدة قد تطول إلى أكثر من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى حدوث صدمة نفسية تؤدي إلى
حالة من الذعر والخوف الشديدين وربما الهيجان عند سماع الرعد أو رؤية البرق. وهي
حالة تتطلب علاجاً نفسياً مكثفاً لأنها قد تؤدي إلى حالة من العجز الشديد للشخص
وعدم قدرته على التعايش مع تقلبات الطقس بشكل طبيعي.
درجات الإصابة:
وعن درجات الإصابة بالصواعق وشدتها، يمكن تقسيم درجات الإصابة بالصواعق
إلى ثلاث درجات خفيفة ومتوسطة وشديدة.

أسباب الوفاة:
من أسباب حدوث الوفاة بسبب الصواعق وهو السبب الرئيس لحدوث حالات الوفاة
بعد الإصابة بالصاعقة هو توقف القلب والتنفس، يلي ذلك نزيف المخ الذي يؤدي أيضا إلى
توقف القلب والتنفس. أما بالنسبة لعدد حالات الوفيات فهي في بعض الدول مثل الولايات
المتحدة الأمريكية قد تصل إلى 300 حالة سنوياً. أما في منطقتنا ورغم ندرة مواسم
الأمطار فانه تحدث وفيات سنوية ولكنها غير موثقة لعدم التبليغ عنها بالشكل المطلوب
وفقدان التنسيق بين الجهات التي تعاين مثل هذه الإصابات مثل المراكز الصحية النائية
أو المستشفيات أو مراكز الدفاع المدني. ورغم قلة هذه الحالات إلا انه من المؤلم أن
نعرف انه يمكن إنقاذها إذا ما تم إسعافها في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح من قبل
المتواجدين مع المصاب في موقع الحادثة، وهذا يتطلب الماماً كاملاً بالطريقة الصحيحة
للإنعاش القلبي الرئوي.
خطوات إسعاف المصاب:
أن أول خطوات إسعاف المصاب بالصاعقة هو القيام بالإنعاش القلبي والرئوي
له عند توقف القلب والتنفس بالإضافة إلى التأكد من سلامة ممرات التنفس واستقرار
العلامات الحيوية مثل النبض والحرارة وضغط الدم، ثم نقل المصاب الى اقرب مركز طبي
لإسعافه وملاحظته وإجراء الفحوصات الضرورية للتأكد من سلامة القلب والمخ والعينين
والأذنين والأعصاب والعضلات والجلد.
الوقاية من الصواعق:
يجب تأمين المباني والمنشآت من الصواعق بتركيب هواء الصواعق الموصل إلى
أرضية المبنى بحيث يوفر المسار اللازم لتيار الصاعقة عند إصابة المبنى بدلاً من
دخول التيار عبر أسلاك الهاتف أو أنابيب المياه أو السباكة. كما يجب عدم الاحتماء
بالأشجار عند هطول الأمطار الرعدية. ومحاولة اجتناب مناطق هطول الأمطار الرعدية
الشديدة ما أمكن ذلك.
تحذير من الجوال:
ان جهاز الهاتف الجوال يحتوي على هوائي صغير جيد التوصيل للكهرباء،
مشيراً إلى انه من غير المستبعد أن يتم تفريغ الصاعقة الكهربائية من خلاله عبر جسم
الإنسان الذي يحمله خصوصاً إذا كان الجهاز مرفوعاً باليد قرب الرأس «كما يحدث أثناء
المكالمات». مؤكداً أن نسبة الوفاة تصل إلى 90٪ أثناء إصابتها الإنسان.
أن الصواعق قد تمر عبر جسم أي إنسان حتى لو لم يكن حاملاً لجهاز الجوال
خصوصاً إذا كان الإنسان مبتلاً وواقفاً في أماكن مكشوفة أثناء الصواعق
الرعدية.
في حالة تجنب خطر الصواعق الرعدية يجب عدم الاحتماء تحت شجرة وحيدة في
الصحراء أو الإمساك بأجسام معدنية موصلة للكهرباء مثل المظلات المعدنية في هذه
الظروف.
أن أجهزة الجوال ليست خطرة دون غيرها فأي جسم معدني موصل إذا تم رفعه
باليد أثناء الصواعق الرعدية قد يمهد لحدوث الصاعقة عبر جسم حامله خصوصاً إذا كان
الإنسان مبتلاً بالماء.
وينصح بعدم استخدام الجوال أثناء الصواعق في الأماكن المكشوفة الواسعة
ولكن لا ضرر من ذلك داخل المباني المغلقة او السيارات.
أن الغيوم تمر عبر مناطق جافة بسرعة عالية بسبب الرياح وبالتالي تكتسب
شحنات وتصبح أجساما مشحونة تمشي فوق الأرض وعند اقترابها من الأرض يحدث لها تفريغ
للشحنات بالأرض وعند مرورها من أجسام أو سيارة أو حتى عمارة عالية تحدث صرخة لها
وبالتالي على الإنسان عدم تعرض نفسه ليكون ممراً لتفريغ هذه الشحنات، مشيراً إلى أن
قوة التفريغ عالية فهي كافية لحرق الإنسان والأشجار وتقدر بملايين الوحدات من
الطاقة في زمن قصير جداً.

هناك تعليقان (2):

  1. جاء في بعض الأحاديث أنه يقال إذا سمع الرعد: (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) وكان ابن الزبير يفعل ذلك إذا سمعه رضي الله عنه، فأما البرق فهذا فلا أذكر شيئاً في هذا لا أذكر شيئاً يقال عند رؤية البرق لا أعلم شيئاً من السنة في هذا.

    ردحذف
  2. (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)

    ردحذف